الشركات الناجحة هي من لديها شعار ناجح أو ممكن أن نقول عليه قادر على إيصال هوية الشركة والتعبير عنها بشكل مبسط لدى العميل. في العقدين الأخرين أضحت الشعارات لا غنى عنها فقد أصبحت هي من تدير الحوار بين الشركة وعملائها، فعند رؤية شعار شركة McDonald’s أو Nike أو Apple، بالتأكيد ستتعرف على الشركة والأنشطة والمنتجات التي تقدمها بدون مقالات تعريفية طويلة.
وأول ما يتم التفكير فيه بعد أن يتم دراسة جدوى المشروع، هو تحديد الهوية البصرية والتي يعد اللوغو أو الشعار من أهم عناصرها، ويكون مطبوعًا على المنتجات، بطاقات العمل، الموقع الإلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، ففي كل مكان تكون فيه أنشطة الشركة حاضرة يكون الشعار موجود، ولاسيما في أذهان العملاء، ومن خلال فيما سبق وفي هذا المقال سأعرفك بأهمية الشعار للأعمال التجارية لتكون على دراية على ماذا ستحصل.
لماذا الشعار مهم للشركات والمشاريع التجارية؟
عند التفكير في بناء نشاط تجاري، قد يكون الشعار ليس أولوية عند بعض الناس، حتى أنهم يقولون: أنه لا حاجة إلى الشعار على الإطلاق. لكن أقول لك أن هذا خطأ فادح، فالشعار الناجح والمنتجات العالية الجودة والمبيعات الجيدة تصنع عمل تجاري متميز. إذا ما هي أهمية الشعار؟
يعزز الاتصال المرئي
قد تكون الشعارات اختراعًا حديثًا، لكنها تنبع من أصول التفاعل البشري مع الصور، فمنذ القدم استخدمت الحضارات المختلفة الصور للتوضيح والتعبير عن الأفكار. فقد قاموا بإنشاء رموز لتحديد كل شيء من الحيوانات والأماكن والآلهة.
ومن هنا تنبع أهمية الشعار في تعزيز الاتصال المرئي، فهو يرتكز بسهولة في ذهن العميل، ويؤثر في مستقبلاته العاطفية، فإذا كنت جائعًا سيقول لك صديقك فلنذهب إلى ماكدونالدز، أو تريد هاتفًا؟ أشتري هاتف ايفون من أبل.
الشعار يعمل على تعزيز الهوية الاجتماعية
الشعارات هي أدوات للتعريف بعملك في كل مكان، فالأشخاص موجودون في الشوارع وفي منصات التواصل الاجتماعي وفي الويب، وفي التلفزيون فكل هذه الأماكن يكون الشعار موجودًا للتعريف بالشركة والنشاط التجاري، فيصبح الشعار هو الواجهة التي يجب أن يُهتّم بها وأن تكون متسقة.
والمنافسة من دون شعار، كأنك تذهب إلى معركة من دون سلاح. فتهدر فرصًا كثيرة للتوسع وتعزيز مصداقية النشاط التجاري.
يجذب عملاء جدد
دائمًا ما ينجذب الاشخاص نحو الشعارات ذات التصميم والألوان الشيقة. لذا، سيعمل الشعار الموجود على المنتجات أو في واجهة المتجر على إثارة فضول وجذب المزيد من العملاء؛ مما يدفعهم إلى النظر مرة أخرى والتفكير في تجربة الشراء من هذا المتجر. على سبيل المثال يجذب مطعم ماكدونالدز المتخصص في تقديم المأكولات السريعة، العملاء من خلال الشعار الخاص به.
يميز المشروع التجاري عن المنافسين
الشعار يعكس جودة المنتج والخدمة المقدمة والأصالة، فكم عدد المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة؟ لكن الأشخاص يفضلون مطعم ماكدونالدز لأنه هو ماكدونالدز، فلو لم يكن له شعار لما ميزه الناس عن باقي المطاعم.
يعزز من ولاء العلامة التجارية
كما قلت إن الشعار يجذب عملاء جُدد، كما أنه يعمل على زيادة ولائهم للعلامة التجارية؛ لأنهم يجدون الجودة والمنتجات التي يتطلعون إليها، وهذه الجودة يتم التعبير عنها بالشعار، فعندما تنظر إلى شعار أبل بالتأكيد سيكون الجودة والأمان موجودان كشعور في داخلك. وهناك بعض المستهلكون يتعلقون بالشعار في ذات نفسه فعند تغييره ينزعجون، ويبدؤون في محاولة التعود على الشعار الجديد.
فالشعار المألوف يعمل على بناء الولاء للعلامة التجارية، ويُظهِر المنتج في وسط زحام المنتجات على الرفوف.
الشعار يُمكّن وضعه في أي مكان
يُمكّن وضع الشعار على جميع واجهات ومنتجات النشاط التجاري، مما يقدم طريقة رائعة للإعلان عن العلامة التجارية، سواء في المنزل أو في الشارع أو على الإنترنت. يتنقل الشعار من غلاف المنتجات، إلى الافتات واللوحات الإعلانية، وفي جميع الحملات التسويقية، وعند الموقع الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي وكل السجلات والدفاتر والفواتير الخاص بالشركة.
يزيد من معدل المبيعات
قد يعتقد البعض أن الشعار ليس إلا تكاليف إضافية وإهدار للمال، لكنهم بالتأكيد مخطئين، ومع نمو العلامة التجارية للمشروع التجاري سيبدأ المستهلكون في الوثوق في المنتجات والخدمات التي يتم تقديمها، وهذا ما يعكسه الشعار في منح المزيد من المصداقية. ما يزيد ن المبيعات والارباح.
والعكس كذلك عندما يكون الشعار سيئًا، فهو يعمل على إبعاد العملاء الذين يريدون شيئًا أكثر احترافية.
الخاتمة
إن عمل شعار لا يعد شيئًا إلزاميًا، ولا يعمل على فقدان العملاء الحاليين، لكنه يفوت الفرص التي كان من الممكن استغلالها. فالناس يتجاوزن الأنشطة التجارية التي لا تجذب الانتباه، ولا تضع أهمية لإنشاء هوية بصرية خاصة بها. ومن خلال الشعار سيكون كل هذا مُمكنًا من خلال وضع الشعار في الأماكن المناسبة والبدء في تعزيز هوية النشاط التجاري.